الخريجون..ثروة الجامعات المهدرة

773

تمثل المرحلة الجامعية من اهم محطات الحياة لكل طالب ففيها تلقى العلم واقام صداقات وخاض تجارب وعاش ما يزيد عن الاربع سنوات لتبقى محطة ذكريات بحلوها ومرها لا يمكن أن تنسى.

هذه العلاقة والذكريات  الجميلة للاسف لم تحظى باهتمام كاف في المرحلة الماضية ولم تكن هناك آلية لعلاقة مستدامة بين طرفي المعادلة الطالب والجامعة.. بل كان استلام الطالب لشهادة التخرج اعلان انفصال تام عن عالم الجامعة.

وهو ما دعى بعض الخريجين أن يبقوا على خيط رفيع باجتهاد منهم عبر اقامة لقاء دوري مع زملاء الدفعة في محاولة لابقاء على جذوة هذه العلاقة الانسانية في المجتمع الجامعي،  بينما انقطع الاتصال والتواصل مع الجامعة اساتذة وخدمات.

وقد سعدت بلقاء د.انس الشعلان  المشرف على مركز الخريجين بالجامعة حيث افتتح المركز من قبل مدير الجامعة لانطلاقة نحو اعادة الاهتمام بابناء الجامعة الخريجين في محاولة جادة لاقامة علاقة مستدامة تعزز الولاء والانتماء لهذا الصرح الاكاديمي.

 وهذا دعاني لاستكشاف تجارب على مستوى الكليات والاقسام التي حاولت ان تحيي العلاقة عبر برامج مع خريجيها، فكانت سعادتي غامرة بمبادرة مميزة لكلية الهندسة تعبر عن الوفاء والاهتمام بين الكلية وخريجيها منذ اول دفعة..

وكان حرصي على زيارة كلية الهندسة والاطلاع على تجربتهم الممتدة في خدمة الخريجين حيث التقيت أ.د.مساعد العواد وكيل الكلية الذي اكد ان الكلية تسعى جاهدة الى مد جسور التواصل وتعزيز الولاء والانتماء وبناء علاقة مستدامة لمن عاش بين جنبات كلية الهندسة اجمل ايام حياته.

واوضح العواد ان اي هدف يتطلب تحقيقه جملة من الوسائل والانشطة والبرامج وهو ما دأبت على طرحه الكلية فهي تولي طلابها الخريجين منذ انشائها اهمية خاصة عبر لقاءات دورية يحضرها بحماس خريجي الكلية اضافة الى حفلات خاصة ينظمها الخريجون سنويا ويحضرها مسؤولو الكلية..مشيرا الى أن ما تشهده الكلية من تفاعل هو نتيجة جهود زملاء سبقوا في بناء جسور التواصل حرصا على توارث الخبرات بين قدامى الخريجين الذين خاضوا تجربة الحياة وخبروا دروبها مع زملائهم الجدد بما يساعدهم في التعرف على طبيعة التجربة العملية وشروط نجاحها من افواه الخبراء من أهل التخصص..

ولم تقف جهود الوحدة عند تنشيط العلاقة بل تعدته الى المساهمة في تيسير توظيف الخريجين عبر اتاحة المجال للشركات والمؤسسات الراغبة في توظيف الكوادر السعودية الشابة من خريجي لكلية حيث يتوفر في موقع الوحدة رابط لتقديم ابناء الكلية سيرهم الذاتية بطريقة تسهل عملية التظيف وهو من اهم مستهدفات الكلية واحد معايير نجاح العملية الاكاديمية.

اخيرا ..فان خريجي الجامعة اليوم لديهم من الخبرات والامكانات ما يجعلهم خبراء ومستشارين تستعين فيهم الجامعة أو كلياتهم  في تطوير قدراتها وامكاناتها. ولعلي اختم بان الجامعة تطرح جائزة الخريج المتميز ممن حققوا انجازا في احدى مجالات المعرفة أو المهن المختلفة..والحاجة الى احصائيات ترصد حجم وتخصصات  ونوعيات الخريجين..وهو ما يمثل ثروة هائلة لجامعتنا..ومن اشكال التواصل اصدار نشرة خاصة بهم ترسل لهم الكترونيا..توافيهم باخبار زملائهم..كما يمكن توفير بطاقات  باسم اولئك الخريجين تمنحهم بعض الامتيازات لقاء اشتراك سنوي..ومن تلك الامتيازات المواقف والمكتبة..وغيرها..وبلا شك انطلاق فعالية مثل حفل كبير يضم ابرز شخصيات  الخريجين من الجامعة من وزراء ومسؤولين ورجال اعمال..سيكون اضافة نوعية للجامعة والمجتمع..ويعكس الثقل الحقيقي لجامعتنا الام.